اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد وعجّل فرجهم والعن أعدائهم

بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيم

" قل لا أسألُكم عليهِ أجراً إلاّ المودّة في القُربى" صدق اللهُ العليُّ العظيم
تُطلُّ علينا الذّكرى الأليمة في الثامن من شوال يوم الجريمة النّكراء في هدمِ مراقد الإئمّة النّجباء والسّادة الأولياء سلالة خاتم الرّسل والأنبياء محمّد المصطفى صلّى اللهُ عليه وآله، والتي لا يصدق على فاعليها ومرتكبي جريمتها والمؤيّدين لها إلاّ أنّهم شذّاذ الآفاق، والمتخلّفون عن التحضّر والإنطلاق ، ولعمرُ الحقّ إنّها فعل الجاهلية الجهلاء التي تبغي محق التّراث ونفي الموروث كما نشهد مثيلاتها اليوم في أرض العراق من فعل هؤلاء المتخلّفين الذين ينفّذون أجندة الأعداء من هدمٍ لقبور الأنبياء والأولياء وتحطيمِ ما كان في العصور الأولى من آثار تكشف عن عمق حضارة بلاد ما بين النّهرين، ولا نشكّ ولا يرتاب أحدٌ من أهل الشرق والغرب في أنّ اليد الفاعلة والمخطّطة والمُموّلة بل والهدفية والأنظمة الفكرية والعقائدية هي واحدة، بلى وربّ الكعبة هي واحدة، ومن هنا ندعوا كافّة الرجال الشّرفاء والنّخب الأوفياء والمثقّفين الأمناء ندعوهم لشجب هذا الفعل والصمت على ما حدث، والوقوف وقفة الرجل الواحد والأمّة الواحدة في الضغط على المسؤولين والمُصرّين على متابعة مَن سبق في إبقاء هذا الوضع على ما كان، وليَعلم الجميع أنّ بقيع الغرقد المبارك يضمّ الأجساد الطاهرة من نسل رسول الله صلّى الله عليه وآله،  من سبط الرسول الاعظم الإمام الحسن بن عليّ الزكيّ " سيّد شباب أهل الجنّة " كما ورد في النصوص القطعية فيما بين المسلمين، والإمام عليّ بن الحسين زين العابدين الذي أتحف الأمة المسلمة بزبور آل محمّد فيما يُعرف بالصحيفة السجادية ، والإمام محمّد بن علي باقر العلوم ومؤسّس النهج العلمي والعقائدي والفقهي، والامام جعفر بن محمّد الصادق فاتق العلم وراتقه وأستاذ أئمة المذاهب ومعلّمهم ، وفي الختام نبتهل الى المولى جلّ وعلا أن يُعجّل فرَج مهديّ آل محمّد أرواحنا لتراب مقدمه الفداء، وأن يرحم الشهداء الأبرار ويشفي المرضى والجرحى إنّه سميعٌ مجيب، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في السادس من شهر شوال سنة ١٤٣٦ هـ
الشيخ عبد الكريم العُقيلي

أضف تعليق


كود امني
تحديث