اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد وعجّل فرجهم والعن أعدائهم

سماحة الشيخ - السيرة الذاتيّة

نسب سماحة العلاّمة وموطنه الأصلي

هو الشيخ الحاج عبد الكريم ابن المرحوم الحاج شنون ابن الحاج المرحوم عبد الله العُقيلي يعود أصله إلى عُقيل بن كعب، أحد أبرز العشائر العربية التي كانت تسكن البحرين، ثمّ هاجر معظم أفراد العشيرة إلى العراق، حيث سكنوا‏ جنوب العراق والكوفة وبغداد، وبعض أفراد العشيرة سكن في منطقة الفُرات الأوسط، وللعشيرة امتدادات واسعة في عُموم الوطن العربي، كمصر وسوريا ولبنان والكويت والسعودية والبحرين، بل وفي بعض البلدان الإسلامية كالجمهورية الإسلامية في إيران في مناطق الجنوب منها، وقد ذُكرت إحصائية لهم، على لسان بعض رؤساء العشيرة بما يربو على عدّة ملايين، من مختلف مشاربهم ومذاهبهم ومواطن سُكناهم في البلاد.

 

ولادته

ولد سماحته عام 1378هـ ق 1959م في بلدة العمارة (معمورة آل مُحمّد صلوات الله عليهم) في جنوب العراق، في بيت عُرف أهله بالولاء لمُحمّد وآله الأطهار .

 

 علاقته بالقُرآن الكريم

بدأ حياته العلميّة بتعلّم قراءة القُرآن الكريم على يد فضيلة الشيخ علي الشيخلي، أحد عُلماء البلدة في الجامع الكبير، حيث ختمه مرّتين: الاُولى على قراءة عاصم، والثّانية على قراءة شُعبة، وقد تتلمذ على يديه الشبّان في بلدته، ومن أبرز هؤلاء: الشهيد السعيد، فيصل عبد العزيز النّجار،والأخ عبد السّتار جبّار الحدّاد.

 

الجانب الآخر من حياة سماحته

مارسَ سماحة الشّيخ منذ صباه نشاطه الإسلامي المُناهض لحزب البعث، وكُلّ القوى المعادية للإسلام، وقد أعتقل في سجون حزب البعث البائد عام 1399 إلى 1401 هـ ق الموافق 1977 إلى 1979 ميلادي، وكان لبيته الكريم، الذي تربّى فيه، الأثر البالغ في صقل شخصيّته وتوجيهه نحو المبادئ السّامية للإسلام بصورة عامّة، والتّمسّك بحبل الله المتين مُحمّد وآل مُحمّد (عليهم السلام) بصورة خاصّة... حيث أعطى هذا البيت، كغيره من بيوتات الموالين لمُحمّد وآل مُحمّد (عليهم السلام) القرابين، فقدّم ثلاثة شُهداء، أوّلهم شهيد السّجون، ميثم العُقيلي، الذي اُستشهد في سُجون حزب البعث الكافر عام 1410 هـ ق الموافق 1990 ميلادي، بتُهمة انتمائه للحركة الإسلاميّة المُناهضة لحزب البعث.

وثانيهم الشهيد عبد الرّضا، شهيد الانتفاضة الشّعبانيّة، المُباركة عام 1411هـ ق الموافق 1991 ميلادي، الذي اُستشهد بين يدي سماحة الشّيخ في الجامع الكبير، مُخضّباً بدمه، وذلك عندما كان يُقارع البعثيين الظالمين الخونة. وثالثهم المُغيّب المُفتقد، شهيد المقابر الجماعيّة، عمّار العُقيلي، الذي أعدمته زُمرة العفالقة، أواخر عام 1411 هـ ق الموافق 1991 ميلادي، بعد أحداث الانتفاضة الشعبانية المُباركة، بشهادة الثقات، ولم يُعرف قبره.

 

تحصيله الأكاديمي

واصل سماحة الشّيخ تحصيله الدّراسي الأكاديمي في المدارس العامّة،حتّى أنهى دراسته في إعداديّة الصّناعة، ففي المدرسة الابتدائيّة، كانت دراسته في مدرسة الكرامة، ومن أبرز الأستاذة الذين تتلمذ عليهم في هذه المرحلة: الأستاذ المرحوم بهجت علوان، والأستاذ بدر، والأستاذ محمود،والأستاذ المرحوم جبّار، وفي المُتوسطة، كانت دراساته في مُتوسطة المُرتضى، ومن أبرز الأستاذة الذين تتلمذ عليهم في هذه المرحلة: الشّهيد المرحوم فرج عثمان، وغيره، وأمّا إعداديّة الصّناعة، فقد أتمّها في إعداديّة صناعة العمارة، ثّم بعد هجرته وتدرجه في تحصيل العُلوم الحوزويّة، والتي سوف نُشير إليها في الفقرات اللاحقة، فإنّه حصل أيضاً على الشّهادات العُليا في الدّراسات الأكاديميّة، منها: شهادة البكالوريس وشهادة الماجستير وشهادة الدّكتوراه التي حصل عليها من جامعة الحضارة الإسلاميّة العالميّة وذلك عن الرّسالة الموسومة بالفقه الإمامي، وشهادة البروفيسور والتي حصل عليها بامتياز من قبل الجامعة المذكورة أعلاه، وقد صادقت عليها وزارة الخارجيّة البريطانيّة، وسفارة دولة الكويت في لندن، وأيضاً وزارة الخارجيّة الكويتيّة، علماً أنّ نيل هذه الشّهادة تمّ على أثر عرض الدّراسة الموسوعيّة في التّوحيد الخالص، والتي نالت استحسان المسؤولين في الجامعة، بعد استماعهم للأبحاث المُسجّلة والمدونة في التّوحيد.

 

هجرته إلى إيران

بعد الضّغوط الكبيرة التي مارستها السّلطات البعثيّة الصّداميّة، على أبناء الشّعب العراقي، وخُصوصاً المُتدينين منهم، وقد أشتدّت هذه الضّغوط كمّاً وكيفاً بعد انتصار الثّورة الإسلاميّة في إيران، حيث قامت السّلطات البعثيّة بمُراقبة سماحة الشّيخ ورفاقه المُتدينين، وأقدمت أكثر من مرّة على إيداع سماحة الشّيخ وبعض رفاقه السّجن، وبعد أن أُفرج عنه آخر مرّة عام 1979ميلادي، عزم سماحة العلاّمة الفرار بدينه، وفعلاً هاجر إلى الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران.